الجامعية
بقلم : محمد أمين إدحيمود
عبارة عن توجيهات أحسبها توجيهات وتنبيهات متواضعة الكل يعلمها
ولكني أذكرها من باب "فذكر فإن الذكرى تنفع المومنين" وأسأل الله النفع لي
ولكم.
وأغلب هذه الإرشادات والتقنيات المنهجية سيستفيد منها بالخصوص
تلاميذ الشعب الأدبية والتعليم الأصيل,نسأل الله لنا ولهم التوفيق والهداية والسداد.
1-
تقوى الله عز وجل وكثرة الاستغفار – وارجعوا إلى فضائل الاستغفار
العظيمة في سورة نوح -.
2-
الإكثار من بعض الأدعية المأثورة : "اللهم إني أستودعك ما
حفظته فرده لي متى احتجته"
3-
الابتعاد عن جميع المؤثرات ومحاولة غض البصر لأن ذاكرة الإنسان
وبالأحرى دماغه عبارة عن عضو سريع التأثر بالعالم الخارجي وبالأفكار الداخلية السلبية,وبالتالي
فإنه لا يستحمله بطبيعته الحساسة أن يجمع بين المعاصي والمنكرات والعلم الذي يحمل كثلة
نور تقود وتوجه الإنسان,وكذلك قلب الإنسان - وبالمناسبة فهو الذي يفكر ويعقل - وكثير
من يخطأ فيقول بأن مصدر التفكير أو مكان العقل في الدماغ والصحيح أنه في القلب لقوله
تعالى : "لهم قلوب لا يفقهون بها"الآية والتفقه هو التعقل والتفكير والفقه
الفهم كما عرفه "الجوهري" والقلب يسْود بالمعاصي ويطبع عليه ويختم حتى يصبح
حتى يصير مسودا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا كما جاء في الحديث الصحيح, وبذلك تنخفض
نسب التركيز والفهم لدى الإنسان ويكون تائها بين ملايين الصور التي يلتقطها ذهنه ومخيلته
يوميا بل وفي كل ثانية وهو لا يشعر حتى لا تجد المعلومة مستقرا لها فتضيع,وبهذا فنجاح
الإنسان وتفوقه رهين وكفيل بتقواه ومدى تحكمه في نفسه وثباته وقوة شخصيته في مواجهة
أهوائه وقمعها, وفي قدرته على توجيه مداركه ونزعاته الداخلية التي تروج داخل نفسه,
قال تعالى "واتقوا الله ويعلمكم الله" وهذا هو ديدن ومنهج السلف في الفهم
والاستنباط يتقون الله فيرزقون العلم من حيث لا يحتسبون,لأن العلم نور ورزق يسوقه الله
ويقذفه في قلب من يشاء من عباده,ونحن هنا لا نحدث عن الذين يستدرجهم الله بالعلم والفهم
رغم غرقهم في الذنوب والمنكرات وهذه لا تعدو أن تكون حالات شاذة وخاصة لا عبرة بها
أمام الواقع والنظر العام,فخلو الذاكرة يجعلها بريئة وفي استعداد تام لاستقبال والتقاط
العلم وتخزينه,و"من غض بصره أطلق الله بصيرته".
والذاكرة إما أن تجعلها خزانا للمعلومات
وإلا كانت خزانا للهموم والغموم والشهوات والملذات, فاستغل طاقاتك ولا تهلكها ولا تدمرها
فستقف يوما تحاسب نفسك فتجد أنك فرطت وأهلكت أغلى ما عندك وما وهبك الله في هذه الدنيا
ألا وهو العمر والوقت.
4-
كان السلف رحمهم الله إذا اشتكوا سوء وقلة الحيلة والفهم دُعوا
إلى علاجه بالتقوى,ومن ذلك ما شكاه الإمام الشافعي رحمة الله عليه- الذي كان خارقا
ونابغة في الفهم والحفظ – فقل حفظه لأنه نظر من غير قصد إلى كعب امرأة فأرشده شيخه
وكيع إلى ترك المعاصي وأنها السبب فيما عانى منه وقال في ذلك:
شكوت
إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني
أن علم الله نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
5-
حسن تنظيم الوقت وهو من أهم العوامل المساعدة فالفرق بين التلاميذ
يكون في هذه النقطة فكل منهم عنده الوقت الكافي للمراجعة ولكن يبقى الاختلاف في طرق
توظيفه واستثماره.
6-
استعمال الخطاطات أو ما يسمى بالخريطة الذهنية مع الحرص التام
على استعمال الألوان فهذا الموقف لا يجب على التلميذ أن يحسب فيه الدريهمات فبقدر ما
تصرفه على نفسك بقدر ما تهيأ راحة ورفاهية وجوا ملائما لنفسك.
7-
وقد ذكر لنا فضيلة الدكتور "خالد مدرك" أفضل طريقة
للمراجعة والمذاكرة – حفظه الله ورعاه - ونسأل الله أن ينفع به حيث ما حل وارتحل آمين.
- قراءة ماسحة للمقرر إلى
أن تأتي على خاتمته دون التكلف في حفظه وهذه القراءة تسمى بالقراءة المارة والماسحة
والعابرة.
- قراءة مركزة يحاول فيها
الطالب أن يركز على أبرز النقاط والمحاور التي يحتويها المقرر.
- قراءة مدققة يحاول أن يسطر
أو يسجل على ورقة أخرى أهم النقاط التي استخلصها ويعتبرها كرؤوس أقلام توجهه في الكتابة
وأثناء الإجابة وهذه تكون على حسب اختيار وذوق وطريقة الطالب في الفهم و الاستيعاب
إما أن يجعلها كخطاطة ذهنية أو ملخص..
- ثم القراءة الحاسمة وهي
الأخيرة والنهائية التي تحكم بالنجاح أو الفشل وهي التي تقرر المصير هل علق شيء في
الذهن أم لا وهي التي تكون على شكل عصارة يَصحبها الطالب إلى الامتحان. - فو الله لو
علمتم قدر هذه النصيحة والتوجيه لعضضتم عليه بالنواجد,لأنها منهجية ستتعاملون بها مع
جميع الكتب والمقررات التي ستعرض لكم في مستقبلكم وفي طلبكم -
ثم اعلم بأن فشل الإنسان في امتحان دنيوي ليس هو نهاية الحياة
أو الحكم على الكفاءة بالإعدام بل هو بداية جديدة يكتسب منها التلميذ أو الطالب عدة
مكتسبات ومعارف وتجارب تعينه على ما يستقبل لأن الفشل بدوره تجربة ومحاولة.
وهناك ملاحظة أخرى متواضعة أحببت أن أختم بها أنه في هذه الأيام
(أيام المراجعة) يحسن للطالب أن يكثر من أكل التمر والزبيب لأنه يحتوي على السكر الطبيعي
الذي يغذي الذهن مباشر ويستفيد منه الدم بسهولة وعلى الطالب كذلك أن يقلل من النوم والكسل الذي يخرب الوقت ومما يزيد
ويجلب النوم أكل "القزبور" فعليكم أن تتجنبوه لأنه يجلب النوم الثقيل والعياء
الشديد حتى يصل إلى درجة الغلبة والقهر,وكذلك تجنب كثرة النزاعات والخصومات والحزازات
والمشادات والنقاش الفارغ الذي يقع بين الطلبة فهي كذلك من أهم العوامل التي تؤثر على
نفسية الطالب بالسلب وعلى مستوى تحصيله مع تقليل الكلام عموما.
تنبيه هذه الخطوات تتبع قبل30 يوما قبل الامتحان,ولكن مع هذا
سنتفاءل بالخير وسنتدارك جميعا إن شاء الله وأقول لكم "تفاءلوا بالخير تجدوه".
أسأل الله جل وعلا أن يوفق جميع التلاميذ وأن يجعل الامتحانات
علينا وعليهم بردا وسلاما وأكثروا جزاكم الله من الدعاء و تحروا أوقات الاستجابة وألحوا
على الله في الطلب مع المحافظة على الصلوات في وقتها.
منقول للإفاذة موقع هبة بريس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق