مقال حول موضوع: التسويق الأخضر
ذة. قايد حفيظة
باحثة في صف الدكتوراه، أستاذة متعاقدة
كلية الحقوق والعلوم السياسة، جامعة مستغانم، الجزائر
المقدمة :
يعتبر موضوع
البيئة من أهم المواضيع التي حظيت بالإهتمام على المستوى العالمي، ، ولقد تم
إعتبار فترة التسعينات من القرن العشرين عقد الأرض، وبهذا أصبحت البيئة إلى
القضايا الهامة التي تواجه رجال التسويق في الفترة القادمة، حيث أدركت العديد من
منظمات الأعمال ان التسويق الأخضر يشكل فرصة سوقيةقد تمنح المنظمة فرصة تنافسية
ولربما مستدامة في الواقع، ومن مزايا هذا التوجه الإستيراتيجي هو أن الهيئات
الرسمية وغير الرسمية تروج للتوجهات البيئية بشكل طبيعي ومستمر من خلال اجهزة
الإعلام المختلفة[1]،
بالمساعدة والدعم المجاني من هذه الهيئات لجهود الترويج الخاصة بالمنظمات التي
تتبنى منهج التسويق الأخضر.
على ضوء هذه
المعطيات نطرح الإشكاليات القانونية التالية: ما المقصود بالتسويق الأخضر؟ وماهي أهدافه وأبعاده؟ وماهي شروط تطبيقه وممزايا تبني التسويق
الأخضر؟.
إجابة على هذه الإشكاليات اتبعنا الخطة التالية:
المبحث الأول: مفهوم التسويق الأخضر، أهــدافه
وأبـــعـاده.
المطلب الأول: التطور التاريخي والتعاريف
المختلفة للتسويق الأخضر.
المطلب الثاني: أهداف وأبــعاد
التســـــويق الأخـــــضر.
المبحث
الثاني: متطلبات تطبيق التسويق الأخضـــر ومازايا تبنيه.
المطلب
الأول: متطــلبات تطبيــــق التــــسويق
الأخضر.
المطلب الثاني
: مزايـــا تبــني التســـويق
الأخـــــضر.
المبحث الثالث: وضعية
التسويق الأخضر في الوقت المعاصر.
المطلب الأول: المزيــج التســــويقي الأخــــضر.
المطلب الثاني: عناصر المزيج التسـويقي
الأخضر المعاصر.
الخـــاتمة:
المبحث الأول: مفهوم التسويق الأخضر، أهدافه وأبعاده.
لفظ أخضر عادة ما يرتبط بالبيئة أو الطبيعة، ففي سنة 1995 استعمل (shrum)
اللفظ الأخضر للدلالة على فوائد الطبيعة، بينما اقترح(Kilborn) بعدين للفظ الأخضر، البعد السياسي المتعلق
بالتغيرات التي يجب أن تأخدها الحكومة بعين الإعتبار اتجاه البيئة، أما البعد
الإنساني فيوضح المشاركة الشخصية للفرد في الحفاظ على البيئة.
المطلب الأول: التطور التاريخي والتعاريف المختلفة
للتسويق الأخضر :
أولا: التطور
التاريخي لمفهوم التسويق الأخضر:
شهد العالم في سبعينات القرن الماضي تزايد
بالوعي البيئي على مختلف الأصعدة والمستويات، ومرد ذلك إلى مجموعة من العوامل
منها: زيادة . معدلات التلوث البيئي التغيير
المناخي، تزايد إستنزاف المواردالطبيعية، تلف البيئة الطبيعية نتيجة مخلفات
الصناعة، والإعتداءات على المساحات الخضراء وتلف طبقة الأزون، يضاف إلى هذه
الممارسات غير المسؤولة لمنظمات الأعمال والتي تتمثل في العمليات التصنيعية
والتسويقية كسبب رئيس لهذه المشاكل.
ونتيجة لهذه التطورات العالمية برزت جمعيات
وهيئات مختلفة في العالم تنادي بالمحافظة على البيئة لجعلها مكانا آمنا للعيش
الكريم لأجيال الحاضر والمستقبل، قامت الهيئات والحكومات الرسمية المختلفة بسن التشريعات
وإتخاذ الإجراءات الكفيلة للمحافظة على البيئة وعلى الموارد الطبيعية، كما بدأت
العديد من منظمات الأعمال بإعادة النظر في مسؤوليتها الإجتماعية والأخلاقية في
ممارستها التسويقية وإعطاء البعد البيئي أهمية بارزة في إستيراتجيتها التسويقية،
ومن هنا بدأ إتجاه جديد في التسويق عرف بالتسويق الأخضر (Green Marketing)كمنهج تسويقي
يعمل على تقديم حلول لتلك
الآثار الإجتماعية والبيئية السلبية، ويتمحور هذا الإتجاه حول الإلتزام القوي
بالمسوؤلية البيئية في ممارسة الأنشطة التسويقية[2].
هذا ويمكن حصر ثلاثة مراحل أساسية أ عتبرت
أنها مراحل تطور وتلبور مفهوم التسويق الأخضر[3]
وهي:
1 - مرحلى المسؤولية الإجتماعية ( التسويق
الإجتماعي):
المسؤولية الإجتماعية من الناحية اتسويقية تعني
إلتزام المنظمة بتعظيم أثرها الإيجابي وتقليص اثرها السلبي في المجتمع، ولقد برزت المسؤولية الإجتماعية كرد منطقي عملي
على المشكلات التي بدأت تصيب المجتمع والتي تؤول على أنها نتيجة العملية الإنتاجية
وأثرها السلبي في المجتمع واستنزاف الموارد الطبيعية والقصور في الخدمات
الإجتماعية وتفاقم مشاكل الفقر والبطالة.
فالتسويق الإجتماعي يتمثل بالعمليات
الدينامكية لمنشآت الأعمال والتي تحدث التكامل بمنتجاتها مع أهداف وقيم المجتمع،
فهدفه تحقيق التكامل بين المنتج والمستهلك
وتحقيق الرضا.
ومع مطلع الستينات تظافرت مجموعة من العوامل
مثل المتغيرات التكنولوجية والتلوث البيئي إلى إنتقال التوجه الإجتماعي يركز أكثر
على التأثيرات البيئية للمنتجات، ومنه فالإنطلاققة الأولى للتسويق الأخضر كانت
نتيجة تطور التوجه الإجتماعي للتسويق.
1-
مرحلة حماية المستهلك والتوحه البيئي:
إن حماية
المستهلك عي حركة تهدف إلى حماية الزبائن من المنتجات الضارة بالإضافة إلى
الممارسات السيئة للشركات أو هي عبارةعن مجموع الأنشطة التي تقوم بها المؤسسات
والأفراد لحماية حقوقهم كمستهلكين أو كزبائن.
هذه وإنبثقت الموجة الأولى لحماية البيئة في
الولايات المتحدة الأمركية على أيدي الجماعات البيئية في عام 1960، وركزت جل
إهتماماتها على تخفيض حجم الأذى الذي يلحق بالنظام البيئي بسبب عمليات التعدي
المكشوفة، نضوب مصادر الطاقة الطبيعية، الإضرار بالغلاف الجوي في طبقة الأزون،
ومخلفات عمليات الإنتاج السامة والنفايات المكشوفة والمبعثرة، كما اهتمت بمعالجة
المشاكل الصحية الناجمة عن تلوث المياه والتربة والهواء والأطعمة المعالجة كيميائيا، وإنبثقث الموجة
الثانية لحركة حماية البيئة من قبل الحكومة وكانت بتطبيق القوانين والأنظمة خلال
فترة مابين: 1970-1980. الهادفة إلى
التقليل من الآثار السلبية للعمليات الصناعية على البيئة الطبيعية.
3 – مرحلة التسويق الأخضر:
بسبب الجهود التي بدلتها الجهات المختلفة وسعي
منظماذت الأعمال إلى إيجاد مدخل جديد يتناسب مع هذه المتغيرات، برز مفهوم التسويق
الأخضر وبقوة في نهاية الثمانينات وبالتحديدعام 1995، وقد نال هذا
المفهوم منذ ظهوره إهتمام الشركات
والمؤسسات الأكاديمية المتخصصة، كما تبنت في السنوات الأخيرة عدة مؤسسات مدخل
التسويق الأخضر كمدخل نتافسي ناجح، وقد أسهم في بروزه تزامنه مع وضع معايير
الإدارة الببيئية ( إيزو 14000) إذ أن
التسويق الأخضر يعزز هذه المعايير عبر مدخل إبداعي يعطي التمييز لشركة عن أخرى.
ثانيا: التعاريف
المختلفة للتسويق الأخضر:
يعرف التسويق الأخضر stanton and
futrell بأنه مجموعة النشاطات التي يمكن أن تسبب أو
تسهل أي نوع من المبادلات التيتهدف إلى تلبية أو قضاء رغبات واحتياجات الإنسان،
وهذا بدون أضرار على البيئة الطبيعية.
وقد عرف Pride & Ferrell
التسويق الأخضر على أنه عملية تطوير وتسعير وترويج منتجات لاتلحق أي ضرر بالبيئة
الطبيعية[4].
كما يعرف
التسويق الأخضر بأنه الرد التسويقي على التأثيرات البيئية ضمن التصميم والإنتاج
والتغليف، والعلامات والإستعمال، والتخلص من نفايات السلع والخدمات .
فالتسويق الأخضر ما هو إلا نظرةتسويقية شمولية متميزة في تلبية حاجات
ورغبات المستهلكين والمجتمع على حد السواء، بطريقة مربحة ومستمرة بغية تحسين جودة
الحياة مع عدم منح السيادة الكاملة للمستهلك
بل يجب التوفيق مع عدم منح السيادة التامة إلى المستهلك بل يجب التوفيق مع مبادئ الحفاظ على البيئة،
فهو يعرض فرصة نادرة لتكامل قيم المجتعات مع واقع الأعمال من خلال خلق منتجات تسمح
بصاحبة الطبيعة والمساهمة في تنظيف البيئة الشخصية وضمان مستقبل أكثر أمنا للأجيال
القادمة[5].
المطلب الثاني: أهداف وأبعاد التسويق الأخضر:
أولا: أهداف
التسويق الأخضر:
يرجى من تطبيق
التسويق الأخضر إنجاز هدفين رئيسيين:
- تطوير المنتجات التي قد تشبع الحاجات وضرورة
المستلك للنوعية، والصحة والأداء وتوفير أسعار مناسبة والراحة في الشراء بالتنسيق
في نفس الوقت مع البيئة.
- تصميم صورة عالية النوعية تدمج بين الحساسية
البيئية و القيم الخضراء مع تسهيل إيصال مميزات المنتج إلى الزبون في ظل إعادة
توجيه طريقة التفكير وتحمل المسؤوليات نحو الحلول الجديدة. وبهذا أصبح التسويق
الأخضر يكتسب مميزات خاصة، ومن المتوقع أن يصبح لب ومحرك النشاط الإداري للمؤسسة .
ثانيا: أبعاد التسويق الأخضر:
يستند تطبيق
التسويق الأخضر إلى أربعة أبعاد رئيسية هي:
1-
إلغاء مفهوم
النفايات أو التقليل منها:
لقد تغير
المفهوم التقليدي في التعامل مع النفايات وبقايا الصناعة ضمن التسويق الأخضر، حيث
أصبح التركيز على تصميم وإنتاج سلع بدون
نفايات، بدلا من كيفية التخلص منها، وذلكمن خلال رفع كفاءة العمليات الإنتاجية
وأصبح الهدف كيف ننتج سلعا بدون نفايات وليس ما يجب أن نفعله بهذه النفايات.
2- إعادة تشكيل مفهوم المنتج:
حيث أصبحت
تكنولوجيا الإنتاج تواكب مفهوم الإلتزام البيئي بحيث يعتمد الإنتاج بشكل اكبر على
مواد الخام غير الضارو بالبيئة، واستهلاك الحد الأذنى منها، بالإضافة إلى تدوير
المنتجات نفسها بعد أن ينتهي المستهلك من استخدماها، كما أن تغليف هذه المنتجات
أصبح يعتمد على مواد خام صديقة للبيئة وهي الأخرى قابلة للتدوير.
3- وضوح العلاقة بين السعر والتكلفة:
ففي ظل تبني
المنظمة التسويق الأخضر، يجب أن يعكس سعر المنتج تكلفته الحقيقية أو يكون قريب
منها، أي أن سعر السلعة يجب أن يوازي القيمة التي يحصل عليها المستهلك من السلعة
بالإضافة إلى القيمة الناتجة عن كون المنتج أخضر.
4- جعل التوجه البيئي أمرا مريحا:
التسويق
الأخضر يشكل فرصة سوقية قد تمنح المنظمة ميزة تنافسية وقد تكون هذه الأخيرة مستدامة، ومعظم المنظمة تتنافس
في السوق بغرض تحقيق الربح السريع بغض النظر عن اآثار السلبية على البيئة، وهذا
يعتبر منفدا تنافسيا استيراتيجيا،غير أنهمع تنامي الوعي البيئي بيمن المستهلكين
وتحولهم تدريجيا إلى مستهلكين خضر، أصبح للمنظمات نوع آخر من المنافسة، حيث اصبح
يتم الترويج للتوجهات البيئية بشكل طبيعي ومستمر، وهذا الإتجاه سيكون مربحا خاصة
على المدى الطويل وهذا في ظل وعي المجتمع بالتهديدات الموجودة في البيئة
التسويقية، وهذا ما يؤكد جدوى التوجه إلى تبني التسويق الأخضر[6].
المبحث الثاني:
متطلبات تطبيق التسويق الأخضر ومازايا تبنيه:
المطلب الأول:
متطلبات تطبيق التسويق الأخضر:
إن تطبيق التسويق الأخضر يختلف في
اهتماماته عن تلك التي تميز الأنشطة
التسويقية العادية ويظهر هذا من خلال المتطلبات التالية:
1 –
الشمولية:
يتطلب التسويق الأخضر من المسوقين أن يكون
لديهم تقدير شامل لكل التأثيرات وعلى كل مستويات نشاط الأعمال، في المنتجات والنظام
الإنتاجي، الكفاءة في كمية الطاقة المستعملة في نظام الإنتاج، والكفاءة في كمية
الطاقة المستعملة في سيرورة العملية الإنتاجية، تحديد مصادر المواد الأولية وأين
يجب استثمار الإحتياطي من رأس المال.
2 - المعلومات:
يتطلب التسويق
الأخضر أن يكون لدى المسوقين تشكيلة جديدة من المعلومات حول التأثيرات البيئية للمنتجات والموردين وسيرورة
العملية الإنتاجية والتنافسية.231.
2-
الفترة الزمنية:
إن الإتجاه
نحوتطبيق مفهوم التسويق الأخضر ليس حلا سريعا فهو يتطلب وقتا، وبالنسبة للمنتجين
يجب أن يكون الأداء في لحظات بدلا منأن يكون في سنوات.
أولا: متطلبات تبني المنظمة للتسويق الأخضر:
لنجاح منظمات
في تبني فلسفة التسويق الأخضر بنجاح عليها أن تقوم بجملة من الإجراءات لتمهيد
الطريق أمامه، وهذه الإجراءات تشتمل على ما يلي:
1-
دراسة واسعة
للمسائل البيئية في المنظمة
2-
إيجاد نظام
لمراقبة وقياس الآثار البيئية الناجمة عن أداء المنظمة.
3-
وضع سياسة
بيئية واضحووواقعية بأهداف وبرامج المنظمة.
4-
مراقبة
المنظمة لتطور برامج التسويق الأخضر في ظل القونين والتشريعات المتغيرة.
5-
استخدام
الوسائل المناسبة لتدريب وتأهيل العاملين ضمن التوجه البيئي في المنظمة
6-
قيام المنظمة
بالأبحاث العلمية لعلاج الممشاكل البيئية والتكنولوجيا المستخدمة.
7-
تطوير البرامج
التعليمية لتثقيف المستهلكين والرفع من درجة وعيهم بالمسؤولية البيئية.
8-
استخدام
الوسائل المناسبة لتأهيل المجهزين ضمن التوجه البيئي للمنظمة .
9-
المشاركة في
دعم وتأسيس المنظمات الإجتماعية التي تعني بشؤون البيئة والمجتمع.
10-
دعم المنظمة
لكافة البرامج والجهود البيئية على كل المستويات[7].
المطلب الثاني
: مزايا تبني التسويق الأخضر:
إن تبني التسويق الأخضر يحقق لمنظمات الأعمال
فوائد[8]
ومكاسب كثيرة، ويمكن أن يضع المنظمة على قمة الهرم التنافسي، ولربما يمنحها القيادة في السوق،
فتبنى فلسفة التسويق الأخضر يجعل المنظمو قريبة من عملائها خاصة أولئك الذين لديهمتوجه بيئي، فضلا عن
المحافظة على البيئة وترشيد استخدام الموارد البيئية والطبيعية، ومن إهم هذه
المزايا ما يلي:
1-
إرضاء حاجات
المالكين:
من المتوقع أن
يفتح منهج التسويق الأخضر أفاقا جديدة وفرص سوقية مغرية أمام منظمات التي تمارسها،
مما يتيح أمامها المجال لتجنب المنافسة التقليدية، وبالتالي تحقيق زيادة تنافسية
في السوق وخاصة عندما تتوجه إلى السوق بمنتجات صديقة للبيئة، وتستهدف ذوي التوجهات
البيئية في السوق، وسيساعدهذا الوضع التنافسي على تحقيق مكاسب وأرباح أعلى، فضلا
عن اكتساب سمعة جيدة في المجتمع وتلبية حاجات المالكين.
2-
تحقيق الأمان
في تقديم النتجت وأدارة العمليات:
إن التركيز
على إنتاج سلعة آمنة وصديقة للبيئة يدفع المنظمة لرفع كفاءة عملياتها الإنتاجية،
مما يخفض من مستويات التلف والتلوث البيئي الناجم عن العمليات الإنتاجية، فضلا عن
تجنب الملاحقات القانونية، والتي قد تفضي غلى دفع تعويضات للمتضررين، وإثارة
جمعيات البيئة وحماية المستهلك.
3-
القبول
الإجتماعي للمنظمة:
إن المنظمات
التي تتبنى فلسفة التسويق الأخضر تحظى بتأييد قوي من المجتمع، بشتى فئاته وأطيافه،
بسسب انسجام أهدافها مع أهداف المجتمع بخصوص الإلتزام البيئي، وهذا التأييت
الإجتماعي يساعد المنظمة على توطيد علاقاتها مع عملائها الحاليين وكسب عملاء جدد
في المستقبل.
4-
ديمومة الأنشطة:
إن تجنب
المنظمة الخضراء للملاحقات القانونية وتأييد المجتمع لها بسبب القبول العام
لأهدافها وفلسفتها، يمكنها من الإستمرار في تقديم منتجاتها الصديقة للبيئة، ودعم
عملياتها وأنشطتها التجارية.
5_ المستهلك الأخضر وخصائصه :
يشمل السوق المستهدفة بأنشطة التسويق الأخضر على
المستهلكين الذين يؤمنون بمبادئ وقيم التسويق الأخضر، والذين يطلق عليهم
المستهلكون الخضر.
أ – مفهوم المستهلك الأخضر:
تعني كلمة المستهلك الأخضر عدة معان منها[9]:
في سنة 1972 عرفه Anderson بأنه المستهلك
الواعي بالمشاكل الإجتماعية بينما يعرف Ahmed et al سنة 1974 المستهلك
الأخضر بأنه المستلك الأخضر بأنه المستهلك المهتم بالإيكولوجيا كفرد عليه تبني
سلوك شرائي منسجم مع المحافظة على الأنظمة البيئية، أما في سنة 1976 عرفه Henion " ذلك المستهلك المعني بالمشاكل
البيئية"
وفي سنة 1995 عرف Shrum ذلك المستهلك المعني بالمشاكل البيئية. وفي
سنة 1995 عرف المستهلك
الأخضر بأنه أي شخص يتأثر سلوكه الشرائي بالإهتمامات البيئية" .
وفي سنة 1996 عرف Roberts المستهلك الواعي بيئيا أو الأخضر بأنه المستهلك
الذي يقوم بشراء السلع والخدمات التي يدرك بأن لها أثرا إيجابيا أو أقل أثر سلبي
على البيئة[10]
فالمستهلك الأخضر هو ذلك المستهلك الذي يملك
مواقف صديقة للبيئة تتحدد أساسا من مؤثراث نفسية وتنعكس في السلوك الإستهلاكي
الواعي بيئيان إلا أن هناك بعض المستهلكين تكون لديهم مواقف أيجابية اتجاه البيئة
ولكن لاتظهر في السلوك الشرائي لديهم، أوبمعنى أخر هناك مستهلكون يؤمنون بأن شراء
منتجات معينة يسبب التلوث اللبيئة لكن لايمتنعون عن ذلك( هناك تباعد بين المواقف
والسلوك). وقد يرجع ذلك لعدة اسباب منها:
-
سعر المنتجات
الخضراء نظرا لأن سعر هته المنتجات يخضع لسيطرة عوامل داخلية وخارجية، مما يجعل
سعرها أعلى وبالتالي إنتاجها يكون بكميات أقل مقترنة بالمنتجات الأخرى.
-
الجودة
والرفاهية، كما بينت دراسة Niva et al سنة 1988 بأن اختير مادة
الغسيل والبطريات الكهربائية يتم في أغلبالأحيان على حسب السعر والجودة، على عكس
خصائص أخرى كالبعد البيئي فإنها لاتبرر السعر المرتفع.
-
تاثير
العواطفن التأثير العاطفي سيكون أكثر أهمية في حالة الموقف الضعيف منه في الموقف
القوي.
-
وفرة وقرب
أماكن إعادة التدوير.
ب - خصائص
المستهلك الأخضر:
يتميز المستهلك الأخضر
بمجموعة من الخصائص الديموغرافية والإجتماعية و الإقتصادية التي تميزه عن غيره من
المستهلكين العاديين وقد أوضحت دراسة قام بها Roper أنه يمكن
تقسيم المستهلكين الخضر في الولايات المتحدة الأمريكية وفقا لسلوكهم مع المشاكل
البيئية إلى خمسة أجزاء:
أ-
المستهلكون الخضر الحققيون:
وتتميزهذه
المجموعة ب:
-
أكثر إلتزاما
في عددكبير من النشاطات البيئية، ويعتبرون نشطاء وقادة،
-
لهم مركز إقتصادي واجتماعي مرتفع.
-
يشاركون في
القضايا البيئية عن طريق المساهمات المالية ويتدخلون سياسيا.
1-
المستهلكون
الخضر المدعمون:
ويتميزون ب:
-
الرغبة في دفع
الأسعار العالية من أجل منتوج صديق للبيئة.
-
لهم مركز
إقتصادي واجتماعي مرتفع وهم أكثر شبابا.
-
حتى ولو كانت
مساهمتهم المالية ليست هامة إلا أنهم ليسوا أقل من الباقين.
3
المستهلكون
البراعم:
والذين
يتميزون بكونهم:
-
المجموعة
الأكثر عددا ويستطعون بالمساعدة بناء استيراتجية معينة للحاق بالمجموعتين
السابقتين:
-
لهم مستوى
اقتصادي واجتمعاي مرتفع.
-
يتبنون في بعض
الأحيان سلوكيات بيئية مثل إعادة التدوير ولكنهم لا يلتزمون بأي نشاطات اجتماعية.
4
–
المستهلكون المتذمرون: والذين يتميزون ب:
– أقل اهتماما
بالمشاكل البيئية ولايتبنون تقريبا أي تصرفات بيئية.
_ لهم مستوى
اقتصادي واجتماعي منخفض.
5
- المستهلكون اللامبالون:
وتتميز هذه
المجموعة ب:
-
ليس لديهم أي
اهتمامبالقضايا البيئية
-
لديهم مستوى
اجتماعي واقتصادي منخفض جدا.
-
تكمن
اهتماماتهم الأساسية في إشباع حاجياتهم اليومية، مثل تسديد ديونهم.
المبحث
الثالث: وضعية التسويق الأخضر في الوقت المعاصر:
المطلب
الأول: المزيج التسويقي الأخضر:
المزيج التسويقي التقليدي – وإن كان يؤدي لإلى
بعض الأثار البيئية التي لا تنسجم مع مفاهيم التسويق الأخضر- إ؟لا أنه يعتبر
الأساس في التسويق الأخضر، غير أن هذا الأخير يركز على البعد البيئي والمسؤولة
الإجتماعية في كل القرارات التسويقية المتعلقة بالمزيج التسويقي الأخضر.
المطلب الثاني:
عناصر المزيج التسويقي الأخضر المعاصر:
للمزيج التسويقي الأخضر يشتمل على عناصر جديدة
تم نصنيفها ضمن، داخلي وخارجي :
أولا: عناصر المزيج التسويقي الأخضر الخارجي:
وهي سبعة عناصر نذكرها فيما يلي[11]:
1 – العملاء
الخضر، وهم العملاء المقنعون بفلسفة التسويق الأخضر والذين يرغبون في شراء منتجات
خضراء
2 - المزودون الذين يعملون تحت غطاء التسويق
الأخضر، ويتعاملون مع المواد والتجهيزات الصديقة للبيئة.
3 – السياسون
الذين يئمنون بالفكر الأخضر ولهم تأثير على القرار الحكومي من أجل إصدار قرارات
وقوانين لدعم التوجه البيئي بشكل عام.
4
– المشكلات
والقضايا، حيث تربط منظمات الأعمال بقضايا تتعلق بالإلتزام البيئي
والمسؤوليةالأخلاقية والإجتماعية.
5
–
جماعات الضغط الذين يشبهون السياسين من حيث ايمانهم بالفكر الأخضر وممارسة الضغوط
على أصحاب القرار.
6
-
التنبؤ أي التنبؤ بالمشكلات والتغيرات اللبيئية التي يمكن أن تواجه المنظمة
عند قيامها بأنشطة التسويق الأخضر، والإستعداد للتعامل معها مستقبلا.
7
–
الشركاء والذينيرتبطون بقضايا تتعلق بالجوانب البيئية والمسؤولية الإجتماعية.
ثانيا: عناصر
المزيج التسويقي الأخضر ا لداخلي:
ويتألف من ثمانية عناصر وهو كما يلي:
1 – المنتج، والذي
يعني تقديد المنتجات الخضراء للعملاء مع ضرورة متابعة هذه المنتجات خلال مراحل
دورة حياتها لضمان استخدامها ضمنالتوجه البيئي.
2 - التسعير، وهو الذي نعني به تسعير المنتجات بما
يتوافق ويتلائم مع المستهلكين الخضر، كما إلى هذه الأسعار بعض الإضافات المتعلقة بتكلفة
البخحث والتطوير الدائم لضمان مواد صديقة للبيئة ومصادر طاقة جديدة.
3 – المكان،
أي استخدام منافد توزيع تتعامل بالمنتجات الخضراء وملائمة للمستهلكين من حيث سهولة
الوصول إليها، مع ضمان قيامها بإجراءات التدوير ضمن المتطلبات والإلتزامات
البيئية.
4– الترويج، والذي يجب أن يشتمل على كافة
الأنشطة البيئية ضمن التوجه البيئي، مع التركيز على الناحية الإرشادية للمستهلكين
عن طريق الملصقات البيئية والمعلومات الإرشادية المتعلقة بالإستخدام الآمن
للمنتجات الخضراء.
5- المعلومات، أن يتم تقديم المعلومات وتلقيها من وإلى داخل
المنظمة لضمان الإلتزام البيئي وبقاء المنظمة ضمن إطار التسويق الأخضر.
6_
العمليات، بالتأكد من استخدام الحد الأدنى
من الطاقة في العمليات الإنتاجية مع اختزال الفاقد.
7_ السياسات،
وذلك بتبني سياسات من شأنها أن تعمل على تشجيع ودعم التوجه البيئي في المنطمة
ومراقبة تقييم الأداء البيئي بشكل مستمر.
8_ الأفراد،
وهذا بتوظيف الكفاءات ذات التوجه البيئي وتدريب الإطارات البشرية لرفع قدراتهم ومهاراتهم
في مجال الإلتزام البيئي[12].
الخــــــــاتمـــــــــة:
البيئة هي كل شيئ يحيط بالإنسان،
ووضعيتها تتضمنالأثار الناتجة عن التطورات والتغيرات الإقتصادية والإجتماعية
والتقنية. فالهدف من حماية البيئة لايعني إطلاقا إيقاف عجلة التقدم والتطور
والتنمية وإنما العمل على الحد من التلوث بأنواعه والإسراف في استعمال الموارد
المتاحة الطبيعية والمالية، ولكي تحقق التنمية أهدافها الإجتماعية والإقتصادية
فإنه من الضروري أن يصاحبها مخطط واضح لتحقيق التوازن البيئي مواز لها في اتجاهها
ومنسجم في حركاتها وتفاعلاتها.
إن الفرد يعيش ضمن منظومة الماء والهواء
والتراب( الموارد الطبيعية) والمنظومة التقنية(التكنولوجيا)، وممنظومة القيم(
الدين، ةالأعراف والتقاليد السلوكية والأخلاقة).
مما يستوجب اتباع الحلول والتوصيات الآتي
ذكرها[13]:
_ التنسيق بين
المنظومات ككل فلا يتم إغفال أوتجاهل أي منظومة لحساب منظومةأخرى.
_ تقوية عمل التقييم البيئي على كل المستويات
لكل أنشطة التنمية.
_ زيادة
الإدراك لأهمية الطاقة النظيفة في ظل زيادة معدلات التلوث والكوارث.
_ الإستفادة
من الموارد الطاقوية المتجددة للوصول إلى نمو دائم يسمح برفع المستوى المعيشي
للأفراد.
_ تشجيع تطبيق
الطاقة المستدامة كجزء لا يتجزأمن الإستيراتجية الوطنية للطاقة.
_ وضع
إستيراتيجيات موحدة بالتنسيق مع الهيئات المهتمة بالبيئة من أجل تنظيم القضايا في
سياسات وبرامج ومشاريع محليا، وجهويا ودوليا.
_ ضرورة إدراج
دراسات تقييم للمشاريع التنموية مما يدعو ويقتضي دمج اعتبارات التنمية في عملية
صنع القرار.
_ استدامة
الموارد الطبيعية وتحقيق سياسة تنموية شاملة وتضمنة محاربة الفقر و حماية البيئة
في آن واحد، مع بناء القدرات من خلال الإستثمار في رأس المال البشري.
_ ضرورة تبني
المؤسسات بأنواعها نظم الأدارة البيئية لإيجاد بيئة نظيفة.
_ تعزيز
التربية والتعليم البيئيين في المسار الدراسي والتكوين من الروضة والمدرسة إلى
الجامعة لرفع مستوى الوعي البيئي العام.
_ إنشاء نظام
معلومات بيئي من أجل إدراك الوضع ولواقع البيئي وتقديم الحلول المناسبة.قائمة
المراجع حسب تاريخ النشر:
قائمة المراجع
حسب تاريخ النشر:
1 -
كوتلر، فيليب وأخرون، التسويق، تطوره، مسؤوليته الأخلاقية إستيراتجيته،
الطبعة الأولى، ( ترجمة مازن نفاع)، منشورات دار علاء الدين، دمشق، 2002
2 - ثامر البكري وأحمد نزار النوري،
التسويق الأخضر، الطبعة العربية، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان،
الأردن، 2007،
3- ثامر
البكري، التسويق، أسس ومفاهيم معاصرة، دار اليازوري للنشر والتوزيع، عمان، الأردن،
عمان، 2006 .
4- سامي الصمادي، التسويق الأخضر،
المعيقات في المنطقي العربية، الملتقى العربي الخامس حول التسويق الأخضر، المنظمة
العربية للتنمية الإدارية، خلال فترة 25و28 جويلية 2006، بيروت.
5 - ثامر البكري وأحمد نزار النوري،
التسويق الأخضر، الطبعة العربية، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان،
الأردن، 2007
6-منور أوسرير/ محمد حمو، الإقتصاد
البيئي، دار الخلدونية، الطبعة الأولى، 2010
.
-7 Fullar,
donald A, sustainable marketing: managerial ecological issues, London: sage
publication, 1999. Pp153 et 154.
[1] - ثامر
البكري وأحمد نزار النوري، التسويق الأخضر، الطبعة العربية، دار اليازوري العلمية
للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2007، ص 123.
[2] - ثامر البكري،
التسويق، أسس ومفاهيم معاصرة، دار اليازوري للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، عمان،
2006.ص 96و97.
[3] - سامي
الصمادي، التسويق الأخضر، المعيقات في المنطقي العربية، الملتقى العربي الخامس حول
التسويق الأخضر، المنظمة العربية للتنمية الإدارية، خلال فترة 25و28 جويلية 2006،
بيروت.
[4] - أما
الفقيه ( ثامر البكري) فقد عرف التسويق الأخضر بأنه مدخل نظمي متكامل يهدف إلى
التأثير في تفضيلات الزبائن بصورة تدفعهم نحو التوجه إلى طلب منتجات غير ضارة
بالبيئة وتعديل عاداتهم الإستهلاكية بما ينسجم مع ذلك والعمل على تقديم منتجات ترضي هذا التوجه بحيث
تكون المحصلة النهائية هي الحفاظ على
البيئة ، وحماية المستهلكين وتحقيق هذف
الربحية للشركة.
[5] -
كوتلر، فيليب وأخرون، التسويق، تطوره، مسؤوليته الأخلاقية إستيراتجيته،
الطبعة الأولى، ( ترجمة مازن نفاع)، منشورات دار علاء الدين، دمشق، 2002.ص 130.
[6] - منور
أسرير/ محمد حمو، الإقتصاد البيئي، دار الخلدونية، الطبعة الأولى، 2010، ص.
230و232.
- Fullar, Donald A, sustainable marketing: managerial ecological issues,
London: sage publication, 1999. Pp153 et 154.
[8] - - ثامر البكري،
التسويق، أسس ومفاهيم معاصرة، المرجع السابق الذكر، 106و108.
[9] - كوتلر،
فيليب وأخرون، التسويق، تطوره، مسؤوليته الأخلاقية إستيراتجيته، المرجع السابق
الذكر، ص 133و134.
[10] - أما الفقيه "
ثامر البكري" فيعرف المستهلك الأخضر بأنه: " الزبون أو المستهلك ذو
الوعي البيئي العميق والذي يتعامل بشكل أساسي بالإعتماد على القيم التي يؤمن والتي
تدفعه إلى تجنب شراء منتجات أي شركة مشكوك بتوجهها البيئي وليس فقط عدم إستهلاك
السلع المضرة بالبيئة. للمزيد انظر ثامر البكري، المرجع السابق الذكر، ص 123.
[11] - سامي
الصمادي، التسويق الأخضر، المعيقات في المنطقي العربية، ص213.
[12] - - كوتلر،
فيليب وأخرون، التسويق، تطوره، مسؤوليته الأخلاقية إستيراتجيته، ص 135.
[13] - منور
أسرير/ محمد حمو، الإقتصاد البيئي، -
المرجع السابق الذكر، ص 245.و246.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق